‏إظهار الرسائل ذات التسميات علم النفس وعلم الأعصاب. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات علم النفس وعلم الأعصاب. إظهار كافة الرسائل

الخميس، 13 أغسطس 2020

, ,

5 أخطاء يجب أن تتجنبها مع شريك حياتك



العلاقات الزوجية مثها كمثل أي علاقة إجتماعية بين الأشخاص، تمر بفترات مختلفة من الفرح والسعادة و الألم والمشاكل، من الطبيعي أن يمر الزوجين بتحديات مختلفة حتى داخل علاقتهما، ولكن المهم في الأمر أن تكون علاقاتهما ملاذًا آمنًا على الدوام.

قد يحدث أن ينجرف إحدى الزوجين عاطفياً أو يشعر بأنه مستبعدًا من العلاقة، بسبب السلوكيات الإشكالية المتكررة من شريكه، بعض السلوكيات شائعة ويمكن التحكم فيها طالما أنها تحدث بشكل غير متكرر، ولكن عندما تصبح عادة متكررة، فإنها تتسبب في ضرر بالغ للعلاقة قد يهدد بانتهائها.

ويزداد الأمر سوءًا إذا أصر الطرف الذي يظهر السلوك الإشكالي على تجاهل الضرر الذي يسببه، وبرغم أنه يدرك تغير شريكه، إلا أنه لا يستطيع ربط الأمر بسلوكه المتكرر.

فيما يلي خمس عادات قد تدفع شريك حياتك بعيدًا وتخلق بينكما فجوة عاطفية.

1. النقد المتكرر

النصيحة الذهبية لتواصل أفضل مع شريك حياتك هي أن 80 في المائة من كلامك يجب أن يكون إيجابيًا أو محايدًا، و20 في المائة فقط يمكن أن يكون توجيهيًا وليس آمرًا، (على سبيل المثال، "دورك في إخراج القمامة").

ولكن في بعض العلاقات الزوجية، نجد أن هذه النسبة معكوسة تقريبًا، عندما يعبر أحد الزوجين باستمرار عن استياءات وشكاوى صغيرة (أو كبيرة)، يمكن أن يكون الأمر محبطًا تمامًا للشريك، الذي يبدأ بالاستياء والشعور بأنه عاجزعن فعل أي شيء بشكل صحيح، ونتيجة لذلك، يبدأ في الابتعاد ويكف عن محاولة إسعاد شريكه أو مشاركته في الأنشطة اليومية.

2. تباين في مهارات الحديث والقدرة على التواصل والتعبير

عندما يكون أحد الطرفين أكثر قدرة على التعبير عن أفكاره وصياغة مشاكله بشكل أفضل من الطرف الآخر، فإن ذلك يمنحه ميزة غير عادلة أثناء مناقشة المشاكل والاقتراحات.

من المحتمل أن يفقد الطرف الآخر الذي لا يستطيع التواصل بشكل جيد أو التعبير عن أفكاره ومشاعره بطلاقة معظم الحجج نتيجة لذلك، حتى إذا كان على حق. بمرور الوقت، يتعلم أن الحديث غير مجدي لأنه لا يستطيع الفوز أبدًا، وبالتالي ينغلق وينسحب بصمت.

3. عدم التعاطف مع الشريك

عندما يمر أحد الزوجين بمشكلة عاطفية، فانه ينتظر من شريك حياته التفهم والاحتواء والتعاطف، حتى إن لم يتمكن من مساعدته على حل المشكله، فانه ينتظر منه الدعم حتى يمر الأمر بسلام، وإذا لم يجد فيه ضالته فانه يشعر بالخذلان.

إذا تكرر الخذلان اتسعت الهوة بينهما، حتى يقرر الشريك غير المدعوم، البحث عن شخص آخر يلبي له تلك الاحتياجات العاطفية.

4. تجاهل شكاوى الشريك.

يجب أن يميز الزوجين من النقد و الشكوى، فمن حق شريك حياتك أن يخبرك بالأمور التي تزعجه طالما أنها تؤثر على علاقتكما، ويجب أن تستمع لها باهتمام وأن تعمل على معالجة الأمر، لأن تجاهل شكاوى الشريك، خاصةً عندما قولها مرارًا وتكرارًا، سيجعله يشعر بالرفض والإهمال.

أحد أكثر الأمثلة شيوعًا لهذه الديناميكية يحدث عندما يثير أحد الزوجين مخاوف بشأن الشعور بعدم الرضا الجنسي أو الإحباط بسبب عدم وجود علاقة حميمة، يميل الناس إلى التعبير عن هذه الشكوى لعدة مرات قليلة قبل أن يشعروا بالرفض، فيؤثرون الصمت، وبحلول هذه النقطة، يكون الضرر قد وقع بالفعل.

5. الانغماس في العالم الافتراضي

أصبح الناس مدمنون على إمضاء الوقت أمام الهواتف والشاشات، ويولونها اهتمامًا أكبر بكثير من اهتمامهم بالشريك، فتجدهم دائمي النظر إلى الهواتف أثناء العشاء أو مشاهدة العروض ومنتصف المحادثات، وحتى في اللحظات الحميمة!

الأمر الذي يؤثر حتمًا على الحالة المزاجية للشريك شعوره بالرضا.

كي نكون منصفين، تعتبر هذه السلوكيات شائعة وتحدث في معظم العلاقات، ولكن عندما تحدث بتواتر كبير وتصبح معتادة، فإنها تسبب أضرارًا كبيرة.

إذا كنت تلاحظ حدوث أي من تلك الأمور الخمس في علاقتك مع شريك حياتك ولا تعلم إن كان تواترها ضمن المعيار الطبيعي أو مفرطًا، فإن أفضل ما عليك فعله هو مناقشة الامر مع شريكك والعمل على إصلاح الأمر قبل تفاقمه.


الثلاثاء، 23 يوليو 2019

متلازمة ستكهولم - عندما تتعاطف الضحية مع الجاني!



ظهر مصطلح "متلازمة ستكهولم" في سبعينات القرن الماضي، حيث استخدمه الأطباء النفسيين لوصف مجموعة من الخصائص النفسية التي لوحظت للمرة الأولى على بعض الأشخاص الذين تم أخذهم كرهائن خلال عملية سطو مسلح على بنك في مدينة ستوكهولم في عام 1973.

خلال عملية السطو قام السارقان باحتجاز أربعة من موظفي البنك كرهائن تحت تهديد السلاح لمدة ستة أيام داخل قبو البنك، ولكن بانتهاء الأمر، بدا أن الضحايا قد طوروا مشاعر إيجابية تجاه خاطفيهم وصلت إلى حد التعاطف معهم، الأمر الذي أثار حيرة أطباء النفس في هذا الوقت، كيف تمكن الرهائن من بناء روابط عاطفية مع خاطفيهم وراحوا يدافعون عنهم بعد تلك المحنة المرعبة التي هددت سلامتهم؟

تعتبر هذه الظاهرة أمرًا غير عاديًا ولا تحدث إلا نادرًا، وقد تتكرر في حالات أخرى مثل ضحايا الإساءة المنزلية.

واحدة من أشهر الأمثلة لمتلازمة ستوكهولم هي (Patty Hearst)، وهي فتاة ثرية ذات شهرة واسعة، تعرضت Patty للاختطاف في عام 1974، وساعدت خاطفيها على سرقة أحد البنوك وعبرت عن دعمها الكامل لقضيتهم المسلحة.

ومن الأمثلة البارزة الأخرى Elizabeth Smart))، وهي مراهقة من يوتا، اختطفت عام 2002، أبدت Elizabeth حرصًا كبيرًا على سلامة خاطفيها بعد القبض عليهم!

الأعراض

لم يتم إدراج متلازمة ستوكهولم في الإصدار الأخير من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية، وهو الأداة المرجعية التي يستخدمها علماء النفس لتشخيص الأمراض العقلية والسلوكية.


يقول (Steven Norton)، العالم النفسي في الطب الشرعي في روتشستر، مينيسوتا: "إن متلازمة ستوكهولم مفهوم نفسي يستخدم لتفسير بعض ردود الفعل، لكنه ليس تشخيصًا رسميًا في حد ذاته، ويجب على القائمين على تنفيذ القانون وأخصائي الصحة العقلية أن يدركوا أن متلازمة ستوكهولم يمكن أن تحدث لأي كان، وأن يتعاملوا مع الحالة بقبول ووعي".

يقول Norton: "إن الشخص المصاب بمتلازمة ستوكهولم قد يبدأ بالتعرف على خاطفيه ويشكل اتصالًا وثيقًا بهم، ثم يبدأ بالتعاطف معهم حتى أنه قد يصبح داعمًا لهم".

ذلك لأن الضحية المصابة بمتلازمة ستوكهولم قد تصبح خائفة وحزينة بشكل كبير، ولا تستطيع رعاية نفسها، هذا ما قد يجعلهم أكثر اعتمادًا على خاطفيهم للحصول على الرعاية".

يُظهر ضحايا متلازمة ستوكهولم سمتين أساسيتين:

- المشاعر الإيجابية تجاه خاطفيهم

- والمشاعر السلبية، مثل الغضب وعدم الثقة، تجاه جهات تنفيذ القانون

وفقًا لنشرة تطبيق القانون الصادرة عن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي لعام 1999، أن الضحايا قد يخشون على سلامتهم من تدخل الشرطة.

يقول Norton: "لا توجد معايير واضحة لتحديد ما إذا كان الشخص مصابًا بمتلازمة ستوكهولم أم لا، كما يمكن أن تتداخل أعراض متلازمة ستوكهولم مع الأعراض المرتبطة بتشخيصات أخرى، مثل اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) و"العجز المكتسب" حيث يفقد الأشخاص الذين يتعرضون لحالات مرهقة خارجة عن إرادتهم بشكل مستمر القدرة على اتخاذ القرارات.

الأسباب

ليس من الواضح تمامًا سبب حدوث متلازمة ستوكهولم، اقترح خبراء الصحة العقلية أنها استراتيجية وقائية للتكيف مع الحدث عند التعرض للإيذاء الجسدي والعاطفي.

يفضل Norton وصف الأمر على أنه شكل من أشكال البقاء، وإنها استراتيجية البقاء على قيد الحياة وآلية المواجهة التي تحدث نتيجة الخوف والاعتماد على الغير والصدمة من الوضع.

أصدر (Dee L. R. Graham)، عالم النفس والأستاذ الفخري بجامعة سينسيناتي، وزملاؤه بيانًا تم نشره في عام 1995، يفيد بأن متلازمة ستوكهولم قد تحدث في ظل الظروف الأربعة التالية:

- شعور الضحايا بخطر على حياتهم بعيدًا عن خاطفيهم

- شعور الضحايا بلطف المعاملة من خاطفيهم وإن كانت بسيطة، مثل تلقي الطعام أو عدم التعرض للأذى

- عزل الضحايا عن العالم الخارجي فلا يستمعون إلا لآراء خاطفيهم فيتبنوها

- إذا شعر الضحية أنه غير قادر على الهرب من الأسر

أحد التفسيرات المحتملة لكيفية تطور المتلازمة هو أن محتجزي الرهائن قد يهددون بقتلهم في بداية الأمر، فيتولد لدى الرهائن شعورًا بالخوف على حياتهم، ولكن إذا مر الوقت ولم يقدم الخاطفون على إيذائهم، فقد يشعر الرهائن بالامتنان لهذا اللطف الغير متوقع.


يعلم الرهائن أيضًا أنه من أجل الإبقاء على حياتهم، يجب أن يكونوا متعاونين مع خاطفيهم، وأن يظهروا بعض السمات النفسية التي ترضي هؤلاء الخاطفين، مثل التبعية والامتثال.


يعتقد الخبراء بأن قسوة الحادث المأساوي إلى جانب عدم تعرض الضحايا إلى الإيذاء البدني، هو الذي يخلق الفرصة لتطور متلازمة ستوكهولم لدى الضحايا، على الرغم من شعورهم بالخوف والقلق الشديدين.


وفقًا لنشرة تنفيذ القانون الصادرة عن مكتب التحقيقات الفيدرالي لعام 2007، قد يشجع المفاوضين على تطوير المتلازمة، لأنهم يعتقدون أن الضحايا قد يكون لديهم فرصة أفضل للبقاء على قيد الحياة إذا أبدى الخاطفون بعض الاهتمام برفاهية الرهائن.

الخميس، 14 مارس 2019

الأذكياء ليسوا سُعداء، ما السبب؟


للسعادة ثلاث مكونات أساسية، عندما يشبعها الفرد يكون قد حقق مفهوم السعادة وفقاً للأدبيات الأكاديمية. هذه المكونات هي: وجود علاقات إجتماعية ذات معنى، وجود عمل ملائم يقضي الإنسان فيه يومه، وأخيراً حصول المرء على حرية إتخاذ قرارات حياته بشكل مُستقل.

لكن المزيد من الابحاث حول ماهية "السعادة"، كشفت عن أشياء أقل وضوحاً بالنسبة لنا، وهي أن الإنسان إذا حصل على تعليم أفضل، أو كان أكثر ثراءً، أو قام بإنجازات أكبر، فلن يعني ذلك بأي حال من الأحوال حصول المرء على السعادة، بل على العكس قد يكون أقل رضاً عن حياته.

هذه النتائج هي اللغز الذي يحاول "راج راجوناثان"، أستاذ التسويق بكلية "ماكومز" للأعمال بجامعة "تكساس" الإجابة عنه في كتابه الأخير " إذا كنت ذكياً جداً، لماذا تكون غير سعيد؟".
تندرج كتابات "راجوناثان" تحت فئة المُساعدة الذاتية (تضم محادثات حماسية، وأوراق العمل التي تحتاجها في طريقك للتطور)، التزامه بالبحث العلمي يُمثل ثقل، وصبغة جادة لهذا النوع الأكثر غموضاً من الموضوعات. إليك حديثاً مُكثفاً مع كاتب المقالة الأصلية "جو بينسكر"، و"راجوناثان" حول كتابه في البحث عن مفهوم السعادة، وسبب شقاء الأذكياء من وجهة نظره. "جو بنسكر": أحد مقدمات كتابك هو أن الناس يستشعرون الأشياء التي تجعلهم سعداء، لكنهم يقتربون من هذه الأمور بطُرق لا تزيد من سعادتهم إلى الحد الأقصى. هل يمكن تقديم مثال على هذا الانفصال؟. "راج راجوناثان": إذا تحدثنا عن حاجة الإنسان إلى الإتقان أو الكفاءة - فهناك نهجان عريضان يمكن للمرء أن يتخذهما ليصبح بارعاً في شيء ما. النهج الأول هو الانخراط في ما يطلق عليه الناس "المقارنات الاجتماعية"، الرغبة في أن تكون الأفضل في القيام بشيء ما: "أريد أن أكون أفضل أستاذ هناك"، أو شيء من هذا القبيل. هناك العديد من المشاكل المحيطة بهذه الطريقة في التفكير، لكن المشكلة الأكبر هي صعوبة التقييم . فما هي المعايير التي تحكم على شخص ما على بعد معين؟. ما هي المقاييس لكونه أفضل أستاذ؟. هل هي قدرته البحث والتدريس؟. حتى لو أخذنا التدريس فقط كمعيار، فهل تقييمات الطلاب للأستاذ التي تمنحه الأفضلية، أم هو المحتوى الذي يقدمه في الفصل، أم عدد الطلاب الذين يجتازون الإمتحانات بكفاءة؟. لذا يصبح من الصعب جداً الحكم، لأن هذه المعايير تزداد غموضاً كلما كان المجال أضيق، أو أكثر تقنية. إذاً فما يحدث بشكل عام هو أن الناس يميلون إلى الانجذاب نحو المقاييس ذات الغموض الأقل - حتى لو لم تكن مناسبة -. يحكم الناس على أفضل الأساتذة من خلال عدد الجوائز التي يحصلون عليها، أو الراتب الذي يحصلون عليه، أو نوع المدرسة التي يعملون بها، وهذه المقاييس قد تبدو في ظاهرها جيدة للحكم على مدى جودة شخص ما، لكنها في نفس الوقت لا تتعلق بمجال التقييم. لكن هذه المقاييس هي التي نستطيع أن نتكيف معها بسرعة. لذلك إذا حصلت على زيادة ضخمة في الراتب هذا الشهر، فقد تكون سعيدًا لمدة شهر أو شهرين أو ربما ستة أشهر. لكن بعد ذلك، سوف تعتاد على ذلك، وستحتاج إلى حافز كبير آخر من أجل الحفاظ على مستويات السعادة الخاصة بك. في معظم الناس، يمكنك أن ترى أن هذا الأمر ليس مصدرًا دائمًا للسعادة. "بنسكر": وما هي الطريقة الأخر؟ "راجوناثان": ما اوصي به هو طريقة أخرى في التعامل، وهي أن تصبح واعياً ولو قليلاً بالأشياء التي تجيدها، والتي تستمتع بها.
عندما لا تحتاج إلى مقارنة نفسك بالآخرين، فسوف تنجذب نحو الأشياء التي تستمتع بها بشكل غريزي، وستكون على ما يرام، وإذا ركزت على ذلك فقط لفترة زمنية كافية، فستكون الفرص عالية جدًا لتتقدم نحو التفوق، والشهرة، والقوة، والمال. كل شيء سيأتي كنتيجة ثانوية، بدلاً من محاولة التفوق على الآخرين وملاحقتهم. إذا عُدنا إلى الأشياء الثلاثة ألاساسية التي يحتاجها الناس للحصول على السعادة - الإتقان، والانتماء، والاستقلالية - سأضيف عليها شيئاً رابعًا، بعد تلبية الضروريات الأساسية. وهو الموقف أو النظرة للحياة. وتتراوح هذه النظرة للتبسيط، بين اثنين من الإتجاهات: أولاً النظرة المتطرفة وهي نوع من "الندرة" في نهج التفكير، وتتلخص في أن فوزك سوف يأتي من خسارة شخص آخر، مما يجعلك تشارك في المقارنات الاجتماعية. بينما الرأي الآخر هو ما أسميه النهج الأكثر "غزارة"، ومشاركة إجتماعية، حيث يكون هناك مجال للجميع للنمو من خلاله. "بنسكر": اهتممت كثيراً بالخط الذي ترسمه في الكتاب بين الغزارة، والندرة، لأن هذا يجعلني أفكر في الاقتصاد على الفور: الاقتصاد هو، من نواح كثيرة ، دراسة الأشياء النادرة. هل يمكنك التحدث عن العمليات العقلية التي تتم عندما يفكر الناس بطريقة "الندرة"؟
"راجوناثان": أنا لا أحاول في الكتاب اثبات أن عقلية الندرة ضحلة أو عديمة الفائدة تماماً. فإذا ما كنت في منطقة حرب، أو منطقة تعاني من الفقر، أو تقاتل من أجل البقاء، أو تمارس رياضة تنافسية مثل الملاكمة، فإن هذه العقلية تلعب دوراً هاماً للغاية. البشر الموجودين حالياً هم نتاج أسلافهم الذين نجوا مُنذ فترات زمنية سحيقة، في تطورنا كأنواع، توَجَه العالم نحو الندرة. كان الغذاء نادراً، وكانت الموارد شحيحة، وكانت الأراضي الخصبة نادرة، وهكذا دواليك. لذلك لدينا ميل شديد لنتوجه نحو الندرة. ولكني أعتقد أن ما حدث مع مرور الوقت، لا نحتاجه من أجل بقائنا كل يوم.
أعتقد أننا ككائنات ذكية نحتاج إلى إدراك أن بعض بقايا نزعاتنا التطورية قد تعيقنا. إذا كنت في وكالة إعلانات، على سبيل المثال، أو في تصميم برامج، فهذه هي أنواع المجالات التي اثبتت الكثير من الدراسات، انك ستُبدع فيها إذا لم تضع نفسك تحت وطأة عقلية الندرة، حيث يجب ألا تقلق بشأن النتائج، وتستمتع بما تقوم به، بدلاً من التركيز على الهدف. بينسكر: بما أننا نميل للتفكير من منطلق النُدرة، فأنا مهتم جدًا بما يمكن فعله لحث شخص ما على التفكير بعقلية مختلفة. إحدى التجارب التي تحدثت عنها في الكتاب، ذكرت أن العمال الذين تلقوا بريدًا إلكترونيًا يوميًا لتذكيرهم باتخاذ القرارات التي تزيد من سعادتهم إلى الحد الأقصى، اصبحوا أكثر سعادة بشكل ملحوظ من أولئك الذين لم يتلقوا البريد الإلكتروني. هل حقاً الأمور بسيطة كمثل هذا النوع من الأشياء؟
راجوناثان: نحن نميل تلقائياً للتركيز بشكل أكبر على الأمور السلبية. لكننا في الوقت نفسه، نميل للبحث بقوة عن إحساس السعادة والرغبة في الازدهار، وأن نكون أفضل مما نحن عليه. في النهاية، ما نحتاجه لكي نكون سعداء هي أشياء بسيطة جدًا. يتطلب الأمر القيام بشيء ذو معنى بالنسبة إليك. وأن تقوم به يومياً. عندما تراقب الأطفال، ستجدهم بارعين في هذا الأمر. لا يشتت انتباههم كل المقاييس الخارجية تلك. يذهبون للأشياء التي تجلب لهم الكثير من المتعة بغض النظر عن آراء الناس ومقاييسهم للسعادة. تحدثت في كتابي عندما حصل ابني على سيارته الميكانيكية الصغيرة، عندما كان عمره 3 سنوات، لأنه رأى أحد الجيران لديه تلك السيارة. ظل في السيارة لمدة ثلاثة أيام. بعد ذلك أراد اللعب بالصندوق الذي جاءت فيه السيارة. كان مجرد صندوق. لكنه لم يكن لديه أي فكرة عن أن تكلفة السيارة أكثر، أو انها أكثر قيمة، أو أنها مُتقدمة من الناحية التكنولوجية. أراد الصندوق فقط، لأنه رأى شخصية في برنامج تلفزيوني تُدعى "هاملتون"، ذلك الخنزير الذي يعيش داخل صندوق. أراد أن يعيش هذه التجربة بنفسه.
بينسكر: لقد ذكرت في وقت سابق مدى سهولة تكيف الناس مع التغييرات الإيجابية التي تحدث في حياتهم، واطلعت كذلك على البحث الذي يُظهر أن الفائزين باليانصيب ليسوا أكثر سعادة بعد عام من فوزهم، مقارنةً بالأشخاص الذين عانوا من إصابات خطيرة. هذا يذكرني بمثال شخصي: فلو أخبرتني وأنا في المدرسة الثانوية أنني سأكتب لمجلة، كنت سأشعر بسعادة غامرة. لكن الآن، أنا سعيد بعدة طرق، لكن لا يزال لدي الكثير من عدم الإحساس بالأمان، ومخاوف بشأن المستقبل. أفترض أن هذا الشعور بسبب تجارب الآخرين. هل يمكنك التحدث عن ما هو ضروري لتوجيه نفسك بعيداً عن طريقة التفكير هذه؟ راجوناثان: هذه هي محنة معظم الناس في العالم. فهناك توقعات بأنك إذا حققت شيئًا معينًا، فستكون سعيدًا. لكن يتتضح مع مرور الوقت أن هذا ليس صحيحًا. وجزء كبير من أسباب ذلك يعود إلى التكيف، ولكن جزء كبير منه أيضًا بسبب أنك ترى هذا الجبل أمامك وتريد تسلقه. وعندما تفعل ذلك، يتبين أن أمامك المزيد من الجبال لتسلقها.
الشيء الوحيد الذي ساعدني حقاً في هذا الصدد هو المفهوم الذي أسميه في الكتاب "السعي الحثيث للشغف"، وأساس هذا المفهوم هو عدم ربط سعادتك الشخصية بتحقيق النتائج. السبب الذي يجعل من المهم عدم ربط السعادة بالنتائج هو أن النتائج بحد ذاتها مع مرور الوقت لن يكون لها تأثير إيجابي أو سلبي على سعادتك. مثلاً ذلك الانفصال الذي حدث مع صديقتك في طفولتك، أو كسر ذراعك، أو عندما كنت في سرير المستشفى لمدة شهرين، عندما حدثت هذه الأمور ربما قُلت، "هذه هي نهاية العالم! أو "لن أتعافى من ذلك". لكن بالتأكيد اتضح لك أن البشر جيدون جداً في التعافي، وليس ذلك فحسب ، ولكن تلك الأحداث ذاتها التي كنا نظن أنها سلبية للغاية كانت في الواقع محورية في جعلنا ننمو،ونتعلم.
كل الناس لديهم إحساس إما بالتفاؤل أو التشاؤم. لا توجد وسيلة لإثبات علميا أن أحد صحة هذه الأحاسيس أكثر دقة من الآخر. ولكن إذا كنت تعتقد أن الحياة جميلة، فسوف تشاهد الكثير من الأدلة علي ذلك. كذلك إذا اعتقدت أنها مكان سيء، فستشاهد أيضاً الكثير من الأدلة على ذلك. الأمر مثل تأثير الدواء الوهمي. بالنظر إلى أن فُرص حدوث الأمرين متساوية، فلماذا لا تتبنى طريقة التفكير الأكثر فائدة لك في حياتك؟

الثلاثاء، 12 مارس 2019

,

أغرب خمس حالات في الطب النفسي على مر التاريخ


من بين مليارات البشر الذين جاءوا ورحلوا عن ظهر هذا الكوكب، لا بد أن بعضهم اتسم بالغرابة المُفرطة. 
مع ظهور علم النفس، والذي يعتني بدراسة أنماط البشر الخارجين عن القاعدة العامة، توافرت الكثير من المفاتيح للعديد من الأسئلة التي تتعلق بماهية البشر، وما الذي نُريده كأفراد، وكيفية عمل أدمغتنا، وكذلك استطاع "علم النفس" تسليط الضوء على أعمق، وأحلك الإحتياجات البشرية.


نستعرض 5 حالات نفسية غير عادية، تُذكرنا بالأسرار الكامنة، التي تجعلنا بشرًا.

1- الفتى الجامح من "أفيرون".


في عام 1800، خرج فتىً يبلغ من العمر 11 أو 12 عاماً، من غابة "أفيرون" في فرنسا. بدا هذا الولد وكأنه يعيش في الغابات منذ عدة سنوات. لم يكن هذا "الفتى الوحشي" يتكلم أيًا من اللغات المعروفة. أطلق عليه الطبيب " مارك جاسبارد إيتارد" الذي أخذ على عاتقه دراسة حاله اسم "فيكتور". 

أصبح "فيكتور" أحد المشاهير من نوعه، ونموذج علمي لدراسة دور البيئة المُحيطة في التنشئة. ورغم أنه لم يستطع التحدث بطلاقة، إلا أنه بدأ في ارتداء الملابس، واكتسب عادات قضاء الحاجة المُناسبة، وكان بإمكانه كتابة بعض الحروف. لم يكن "إيتارد" هو العَالِم الوحيد الذي درس هذا الصبي، ولكن بعد خمس سنوات من العمل قاد "فيكتور" الطبيب إلى إجراء أبحاث رائدة تتعلق بتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة.

يعتقد خبير مرض التوحد "أوتا فريث" أن "فيكتور" ربما كان مصابًا بالتوحد، ولكن لا يمكننا التأكد على وجه اليقين.

2- الرجل الذي ظن زوجته "قُبعَّة".

واجه طبيب الأعصاب البريطاني والمؤلف "أوليفر ساكس" العديد من الحالات الغريبة في دراسته. أحد أشهر كُتبه "الرجل الذي ظن زوجته قبعة" يصف حالة دكتور "بي"، والذي عانى من عجز في الإدراك البصري - وهي حالة ناتجة عن الأضرار التي لحقت بالفصوص الجدارية بالدماغ.

عندما نظر إلى العالم من حوله، لم يره الدكتور "بي" بشكل صحيح، حيث أصبح غير قادر على التعرف على الأشياء أو الأشخاص. على سبيل المثال، عندما نظر إلى زوجته - رأى قبعة. كان يرى أيضًا وجوهاً لم تكن لم تكن لها وجود على الإطلاق.

وكتب "ساكس" يقول "في الشارع قد يربت على رؤوس حنفيات المياه، وإشارات المرور، كان يعتبرها رؤوس أطفال. كان يخاطب مقابض الأثاث بشكل ودي، ويذهل عندما لا يرد".

3- المرأة التي ترى "تنانين" في كُل مكان.

نُشرت ورقة بحثية عام 2014 في مجلة The Lancet بعنوان:
" تشوه المرئيات، وهلاوس الوجه". حيث تم استعراض حالة غير اعتياديه لامرأة هولندية تبلغ من العمر 52 عاماً تم استقبالها في عيادة الطب النفسي الخاصة بمؤلفي الدراسة. 
هذه المرأة كما لو كانت تعيش في مُسلسل "لعبة العروش" Game Of Thrones
حيث كانت ترى وجوه الناس من حولها تتحول إلى وجوه "تنانين"، هذه الحالة كانت تنتابها عدة مرات يومياً.

وأفاد الباحثون، الذين شملوا "أوليفر ساكس"، أن المرأة وصفت وجوه التنين بأنها  "سوداء، طويلة، وذات آذان مُدببة وخطم بارز، ولديها جلد الزواحف، وعينان كبيرتان بألوان مثل الأصفر، والأخضر، والأزرق، والأحمر".

لم تظهر التنانين لها في الوجوه فحسب، بل في كل مكان تقريبا - في الجدران، والمقابس الكهربائية، وشاشات الكمبيوتر، أو تخرج لها من الظلام ليلاً.

لم يكتشف العلماء السبب في هذه الهلوسة بشكل دقيق، حتى بعد إجراء اختبارات مكثفة شملت الفحوص العصبية، والفحص الدماغي، والتصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ.

4- الرجل الذي يرغب في أن يتم إلتهامه.


بالطبع هذه الحالة ليست لأصحاب القلوب الضعيفة. فقد واجه أطباء مستشفى الأمراض النفسية في "تورنتو" رجلاً يُدعى "ستيفن"، والذي أراد أن يؤكل. المُفاجأة ليست في أكل لحوم البشر فحسب - فقد فضل "ستيفن" أن تلتهمه "امرأة كبيرة مُهيمنة"، ومن ثم تقوم "بتغوطه".

تم وصف الرجل البالغ من العمر 45 عامًا بأنه رجل سليم، وطبيعي، ولم يبدُ ذهانيًا. أرجع الباحثون رغباته الغريبة إلى الرغبة في عدم الوجود في الحياة، كما لو أنه عاد إلى الرحم. حيث تُعبر رغبته عن الابتلاع الكامل ثم الطرد خارجاً. وأشار التقرير إلى أنه "غالباً ما يتخيل أن يكون "براز" أو "نطفة" ويطرده شخص آخر من جسمه.

الجدير بالذكر أن هذه المشكلة لم تكن السبب في أن "ستيفن" جاء إلى الأطباء - فقد تبين أنه قلق من أنه قد يكون مثلي الجنس. بينما لا يعتقد الأطباء ذلك.

 المُصطلح المُعبر عن هذه الحالة هو "vorarephilia" - أو "الرغبة الجنسية في أكل الآخرين" أو "حب الإلتهام" باللغة اللاتينية

5- المرأة التي لا تستطيع إيقاف الموسيقى منذ 4 سنوات.

 يحاول مُنتجي موسيقى "البوب" عموماً ​​إنشاء نغمات لا يمكن إخراجها من رأسك. لكن لا أحد يريد أن يذهب إلى هذا الحد - حيث سيدة اسمها "سوزان رووت" من "إسيكس"، إنجلترا والتي علق برأسها أُغنية لأربع سنوات كاملة. 

كانت الأغنية عبارة عن نغمة صدرت عام 1952 قامت بغنائها "باتي بيج" بعنوان "ما ثمن الجرو في النافذة" "How Much is that Doggie in the Window."

لم يتمكن المعالجون من القيام بالكثير لعلاج الهلوسة الموسيقية لـ"سوزان"، والتي يطلق عليها أيضاً "الطنين الموسيقي"، كما كتبت صحيفة "ميديكال دايلي".

لقد أصبح الأمر سيئاً لدرجة أن زوجها الذي يبلغ من العمر 40 عاماً كان يبدأ بالصراخ فقط لجذب انتباهها عندما تجلس وتسرح في الأغنية التي تلعب في رأسها.

كانت هذه الحالة النادرة أسوأ ليلاً، فعندما تكون هادئة. كان على "سوزان" أن تفتح التلفاز حتى تتمكن من ضبط اللحن المتواصل والنوم عليه.

في وقت لاحق من حياتها، بدأت سوزان تهلوس أغنية "جودي جارلاند"، "في مكان ما فوق قوس قزح".

الأربعاء، 30 يناير 2019

,

ما الذي يجعلنا نسقط في العلاقات المؤذية ؟ (لماذا نحب الأوغاد) ؟




العلاقة المؤذية علاقة انفعالية مفعمة بالعواطف والحرارة في الحلو والمر ، في العشق والشوق والغضب والغيرة ، وتفتقر إلى العقلانية والواقعية.. فتجد أطرافها يزيحون الواقع وعقباته ويتلاهون عن الظروف ومقتضياتها ويهربون بهذه العلاقة من الحقيقة، لكن ما الذي يجعلنا نسقط في العلاقات المؤذية ؟ (لماذا نحب الأوغاد) ؟

الإرضائية: تلك السمة تكاد تكون مشتركة بين ضحايا العلاقات المؤذية، حتى تجد تلك العلاقة نوع من التكامل والاعتمادية بين نرجسي غير متعاطف ولا يكترث بمشاعر الآخرين وامرأة ممتلئة بالحساسية المرهفة تجاه مشاعر الآخرين، تعاطفية بشدة، دافئة التواصل بإفراط , شديدة الاكتراث بحزن الناس وغضبهم، وتكاد لا تحتمل أن تجرح أحدًا ولو بمحض الاحتمال!
تلك الشخصية التي تحيا لإرضاء الآخرين وإسعادهم، يستند عليها الجميع، تلك الرحبة واسعة الصدر، دافئة المشاعر التي تستمع وتتقبل وترهق أعصابها في مواساة المحيطين ودعمهم.
تلك التي تتحول مع الوقت إلى حوض لتفريغ آلامهم، ومكب يلقون به حكاياهم، وبئر مشيد لأسرارهم. 
ولكن لا أحد ينزح آبارها هي! 
تلك التي لا تستطيع أن تقول (لا) ولا تعرف في لغتها (هذا لا يناسبني)!
الإيثارية المفرطة: تلك الفدائية المحترقة من أجل الآخرين، التي تحمل درجة من درجات (عقدة الشهيد)، وتحيا دور المفدي والمخلص الذي يبذل آلام روحه فقط من أجل راحة الآخر.. بشكل -لا واعي- تتسول محبة الناس عبر نظرات الرضا في عيونهم، وتلبي شعورها بالوحدة عبر ربط المحيطين بها عبر البذل وتسديد احتياجاتهم ولو على حساب احتياجاتها! 
وكلما زادت تعاطفيتها المفرطة تلك، وانخفضت قدراتها على الرفض خوفًا على مشاعر الآخرين؛ كلما كانت أكثر عرضة للسقوط في بحر رمال الإيذاء الناعمة دون قدرة على الخلاص والفرار، وكلما ضعفت قدرتها على التعافي والتحرر، وزاد قبولها لأعذاره حين يعود!
تلك الشخصية الإرضائية (السنيدة) هي من يبتلع إساءات المؤذي ويصدق هراءه، وتعامله بأمومتها حينًا وبمشاعر الشفقة حينًا، وتُقدِّم إرضائه على رغباتها أحيانا!
الإنقاذية: تلك التي تقتلها أمومتها وتنتحر طوعًا بفعل الشفقة المتوهمة تجاه ذاك الطفل المستتر تحت جلد النرجسي تحاول أن تنقذه بالحب!
تظنُّ دومًا أن الحب قادرٌ على مداواة جراحه، وأن مزيدًا من العطاء ربما يمنحه طاقة للتغيير، وأن مزيدًا من تقبله واحتوائه سيجعله يومًا ما يتحول إلى الرفيق المثالي! أو أن معجزة سماوية ما ستنزل يومًا على قلبه بفعل دعائها وتضحيتها واحتراقها المعطاء لأجل إرضائه، وأن تلك المعجزة ستنزع تلك الوحشية الظاهرية منه وتعيده الملاك القدسي الأبيض، وحينها يصبح كل شيء على ما يرام!
كل هرائها الانهزامي الموهوم يقوم على الشفقة!
الشفقة هي مشنقتها التي تلفها طوعًا كل صباح حول رقبتها لتلفظ أنفاسها في محاولة يائسة صبيانية لتغيير ما لا يتغير!
تلك هي نجمة شباك دائمة الحضور في الدراما المؤذية على الدوام!
هو يستمر بانتهاكها وإيذائها وهي مشغولة بالتنقيب داخله عن هذا الطفل الموهومThe Inner Child الوهم الأكبر!
وأمومتها مقدمة على أنوثتها! ترى النرجسي يحمل طفلًا مجروحًا داخله (وهو ما يستخدمه كطُعم دائم للإيقاع باللواتي يُنسبن مع نظرة الشجن والوجع في عينيه.
تظن أنها مختلفة، وأن وحدها بإمكانها مساعدة هذا الطفل الجريح داخله، وتُراهن على بياض متوهم ونورانية ضبابية وخير شفيف داخله يصدره لها بإتقان، حتى تنسى خطاياه وسمعته وجراحات ضحاياه قبلها!
هي كعادتها تركز على الخير والجميل، وتُراهن نفس المراهنة الحمقاء المتكررة دومًا!
ولسان حالها يقول:
«سأتمكن من إنقاذه، ومساعدته».
«داخلك شخص طيب لا أحد يراك كما أراك!».
طُعمٌ لا تحتمله المرأة أبدًا.. فتسقط بالفخ؛ لأنها مصابة بالأمومة قبل أن تكون مصابة بالهوى! فتحصل على خيبتها وخسارتها، وندوبًا لا يُداويها أي شيء.. وترحل! وتأتي أخرى، تلمح الطفل أيضًا من نافذة عينيه.. وتتكرر القصة!
لم تفهم أيهنَّ أن هذا الطفل الداخلي محض سراب لا أكثر! وأنه لا سبيل أمامهن لتغيير النرجسي أو استنقاذه!

الفراغ العاطفي:
ذلك القاتل النفسي اللعين، الجرف الخطر الذي يهوي بك بين يدي نرجسي!
هو فجوة تظهر داخل النفس يمثلها احتياج لوجود أحدهم بالجوار.. تغذيها عدم تمكن الأهل والأصدقاء من التفهم والمشاركة.. ويوسعها ذلك الجوع للاستناد والاستيعاب!
فتكبر أكثر وأكثر، تُشعرك بغربة بالغة في محيطك واحتياج مفرط لمن تألفه ويألفك. وعمَّا قليل يصبح من الصعب استيعاب تلك الفجوة، ويرهقنا الانتظار، وتغذيه الأفلام والروايات والشرود، وأحاديث الأصدقاء!
فنبدأ نبحث عن (محل) وموضع لتُصب عليه تلك الصورة لا واعيًا، فتختلط علينا الوجوه ويشتبه أمامنا العابرين. فنحب أحدهم، هكذا.. فجأة! وتخدعنا أنفسنا بادِّعاء الحب، وهو ما ليس سوى وهمًا أحيانًا، هو فقط الفراغ في الطبيعة يسعى دومًا للامتلاء بأي شيء!
بل ربما تبدأ أنفسنا في التبرير لهذا الفراغ المتحول حبًّا ونمنحه مسحة مثالية مفرطة.. فنسميه حبًّا بغير سبب، أو نتوهمه عشقًا غير مشروط، أو ندَّعي أنه حبٌّ من النظرة الأولى، أو حبٌّ رغم البعاد، أو حبٌّ من طرف وحيد! وغيرها من المسميات التي ليست سوى أقنعة تواري طبقات متراكبة من الوهم وخديعة الذات! وهو بالضبط ما يحتاجه النرجسي ليهبط على حياتك! 
ربما نفعل ذلك -لا واعيًا- تجاه من تنتقيه، ربما بعشوائية أحيانًا.. فلا نشعر بهذا التحويل الخفي داخلنا! فربما هو زميل عمل، أو صديق، أو ربما شخص غير متاح عاطفيًّا، أو ممنوع تزيده الممنوعية اشتهاءً وبريقًا، ربما مدرس الثانوية، أو معيد الجامعة، ربما هو رمز مشهور، أو شخصية مميزة على موقع افتراضي، وربما هو مجرد شخص عادي قذفه حظنا التعس أمام تبعثرنا واضطرابنا وانعدام نضجنا العاطفي، فأحببناه ذات مصادفة!
لماذا نحتاج هذا الحب الموهوم؟
لأنه يمنحنا الأمل الشفيف والشعور بأننا كائنات مرئية محبوبة نشغل حيزًا من الاهتمام!
وفي هذه الحالة ينبغي أن نعرف أننا لم نحب حقًّا؛ فقط كنا جاهزين بشدة للحب محتاجين له بشكل قد يسهل التوهم والالتباس!
إنك لم تحب هذا النرجسي المتوحش حقًّا، أنت فقط أسقطت عليه صورة أحلامك المتخيلة، ومنحته قناعًا نحته فراغك العاطفي، فظننت نفسك قد وجدت بغيتك لتوِّك!
تمامًا كالسراب يلمع أمام الظمأن، وعطشه هو ما أسقطه حقًّا!
 وإن أكثر الناس اقترافًا لأخطاء الاختيار هم أولئك الذين ينتظرون بشغف، ويترقبون بتلهف، فتشتبه عليهم الوجوه، ويُسقطون فراغهم العاطفي على وجهٍ عابرٍ ما فيشاهدونه بخلاف حقيقته. 
ويستغلنا هذا الآخر ليحصل على دعمٍ لارتعاشاته، ويتغذى على (مشاعرنا المعتقة) لبعض الوقت.
كنا ننفصم عن الواقع وندفن الحقائق، ونُنكر الواضحات الجليات، ونؤول كل شيء ليوافق أملنا وهوانا، ونصنع قصورًا من الدخان، وأحلامًا ضبابية نهرب بها من كل تعثر ووجع في حياتنا.
هذه العلاقة المتوهمة كانت (البنج) تمنحنا في البداية ملاذًا وتخديرًا لكل فقد ورفض وخيبة وفشل.
العلاقات المرضية تبدأ هنا حين تصير العلاقة محض هروب وفرار.
نهرب لأحلام اليقظة والتلصص على هذا الشخص المحبوب؛ لنحصل على بعض الفرار والراحة من خشونة الواقع الذي لا نحتمل شدته أحيانا! تمامًا كما يهرب المدمن لمادته الإدمانية ليُخدِّر كل شيء يوجعه.
ومع الوقت، نخرج من مرحلة الفراغ مرورًا بمرحلة التعلق الموهوم انتهاءً بمرحلة الإدمان! حتى يصير نزعه من القلب أصعب من الفجوة الأصلية القديمة! ويصير اقتلاعه من النفس أقسى من الاحتياج القديم الذي خلقناه لأجله! فندخل مرحلة أعظم من الوهم.. (الوهم المركب) فنظن أننا نحيا حبَّنا الحقيقي والأول الذي لا يكرر، وإلَّا فكيف نحن لا نتمكن من النسيان والتجاوز!
لم نفطن لحقيقة أننا فقط موهومون بالبدء والنهاية؛ ففي البداية توهمنا الفراغ العاطفي إعجابًا، وفي النهاية توهمنا التعلق والإدمان حبًا، فقط لأننا لا نستطيع التخلص منه!
ومع الوقت تبدأ حياتنا تتعثر أكثر، فنحن نمنع الجميع من الاقتراب منا لأننا مشغولون بما نظنه حبَّنا المثالي الذي لن يتكرر.
كنا نظنها في البداية مجرد مغامرة خافتة.. قصة حب كالتي يحياها غيرنا.. فلا يمكن أن نبقى وحيدين والكل من حولنا يحب ويهوى ويرتبط!
ولا نفهم أنها ربما تقضي على سلامنا الداخلي ومكتسبات حياتنا وتأسرنا حتى تنهكنا بشدة وتفسد كافة زوايا كوننا الصغير؛ لأنها لم تُؤسَّس سوى على الوهم لا أكثر!
لم نُصدِّق مَن يخبرنا أننا نقوم بتدجين الوهم وتفريخ الوجع داخل روحنا! نزرع الوهم.. وعمَّا قليل نحصد الخذلان الذي لن يمكننا احتماله!
 تلك من مفارقات الهوي أن تظل تبحث عن حبيبٍ يستحق أن تدخله متحف خيباتك الجواني، وتحمله بجولة في سراديب ندوبك وملفات أوجاعك المعلقة بمواضع لم يدخلها أحد قبله؛ ظنًّا منك أنه سيبددها جميعًا.. فقط ليفاجئك بأنه من يمنحك نصبًا تذكاريًّا لخيبة أضخم تحمل اسمه، ويهديك وجيعتك الأقسى وندبتك الأعمق على الإطلاق.





من كتاب (أحببت وغدًا .. للدكتور عماد رشاد عثمان    .. الصادر عن دار الرواق 2019)

الخميس، 27 ديسمبر 2018

لماذا يكون الأذكياء أكثر سعادة بمُفردهم؟




في دراسة نُشرت حديثاً حول تأثير إحتياجات "أسلافنا" على مشاعرنا الحديثة، كشف الباحثون عن شيء سوف يفاجئ القليل من أصحاب الذكاء الشديد.

ففي حين أن معظم الناس يكونون أكثر سعادة عندما يحاطون بالأصدقاء، فإن الأشخاص الأذكياء يكونون أكثر سعادة عندما يبقون بمفردهم.

كان الباحثان، "نورمان ب. لي"، و"ساتوشي كانازاوا"، من جامعة سنغافورة للإدارة، وكلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية في المملكة المتحدة، يحققان في "نظرية السافانا" الخاصة بالسعادة.
"نظرية السافانا" - التي تسمى أيضاً "فرضية التراث التطوري"، و "فرضية عدم التطابق" - تفترض أننا نتفاعل مع الظروف كما كان يفعل أسلافنا، بعد أن تطوروا نفسياً استناداً إلى احتياجاتهم في الأيام التي عاش فيها البشر في السافانا.

حللت الدراسة البيانات من المقابلات التي أجرتها "الدراسة الوطنية الطولية لصحة المراهقين" بن عامي 2001-2002 مع 15197 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 18-28.

بحث الباحثون عن العلاقة المتبادلة بين المكان الذي يعيش فيه الشخص - سواء في منطقة ريفية، أو حضرية - ورضا حياته. كانوا مهتمين في تقييم كيف تؤثر الكثافة السكانية، والصداقات على السعادة

كيف نشعر حيال وجودنا في مجموعات كبيرة؟


وجدت الدراسة أن الناس بشكل عام كانوا أقل سعادة في المناطق ذات الكثافة السكانية الأكبر. ويرى مؤلفو التقرير أن هذا الأمر بمثابة دعم لـ"نظرية السافانا" لأننا سنشعر بطبيعة الحال بعدم الارتياح في مجموعات أكبر، إذا ما كانت أدمغتنا قد تطورت لتعمل في مجموعات تضم حوالي 150 شخصًا تقريباً- كما تشير الأدلة التي يشيرون إليها.

بمقارنة حجم القشرة المخية الحديثة لدينا مع الرئيسيات الأخرى، وأحجام المجموعات التي يتجمعون فيها، تشير إلى أن الحجم الطبيعي للمجموعة البشرية هو 150 شخص.

تظهر المحاكاة الحاسوبية كذلك أن تطور "النفور من المخاطرة" لا يحدث إلا في مجموعات تضم حوالي 150 شخصاً.

يبلغ متوسط ​​حجم المجتمعات الحديثة للصيد، تجمعات قرابة ال 148.4 شخصاً .

بينما كانت قُرى العصر الحجري الحديث في بلاد ما بين النهرين قرابة 150-200 شخص.
عندما يتجاوز عدد الأشخاص ما بين 150 إلى 200 شخص، فإنهم يميلون إلى الإنقسام إلى اثنين من أجل تسهيل التعاون، والتبادلية بين الأعضاء.

متوسط ​​الشبكة الشخصية، كما هو مقترح من خلال العدد المُعتاد لبطاقات العطلات المرسلة لكل شخص في السنة، هو 153.5 شخص.



اكتشفت الدراسة كذلك، أن التأثير السلبي لوجود الكثير من الناس، أكثر وضوحًا بين الأشخاص متوسطي ​​الذكاء.

تقترح الداسة كذلك أن أذكى أسلافنا كانوا أكثر قدرة على التكيف مع المجموعات الأكبر في السافانا بسبب المرونة الاستراتيجية التي كانت لديهم، والبراعة فطرية، وهكذا يشعر نسلهم بتوتر أقل في البيئات الحضرية اليوم.


هل يجب عليك الإحتفاظ بالأصدقاء ام لا؟

في حين أنه من الواضح أن الصداقات الجيدة تزيد من الرضا عن الحياة عند مُعظم الناس، لاحظ "لي"، و"كانازاوا"، بشكل مثير للدهشة، أنهما لا يعرفان سوى دراسة واحدة نظرت في أسباب صحة ذلك الأمر، والتي خلصت إلى أن الصداقات تلبي الاحتياجات النفسية مثل الصلة، والحاجة إلى أن يصبح المرء مرغوباً فيه، ومنفذ لتقاسم الخبرات. ومع ذلك، فإن سبب وجود الشخص لإشباع تلك الاحتياجات يظل غير مبرراً.


يشعر "لي"، و"كانازاوا" أننا بحاجة إلى أن ننظر إلى ما هو أبعد من مرحلة "السافانا". يقولون إن الصداقات/التحالفات كانت حيوية للبقاء آنذاك، حيث سهلت الصيد الجماعي، وتقاسم الطعام، والتكاثر، وحتى التربية الجماعية للأطفال.


تدعم البيانات التي تم تحليلها الافتراض بأن الصداقات الجيدة - خاصة العدد القليل منها أفضل من الكثير من الصداقات الهشة - حيث تزيد بشكل كبير من الرضا عن الحياة لمعظم الناس.


مع ذلك، فالأشخاص ذوي الذكاء الشديد، النائج لديهم معكوسة: فالأذكياء يشعرون بالسعادة بمفردهم أكثر من البقاء مع الآخرين، حتى الأصدقاء الحقيقيون. فالحياة الاجتماعية "الصحية" تترك الأشخاص الأذكياء جدًا أقل رضا عن الحياة. هل لأن رغباتهم أكثر طموحاً، وتوجهاً نحو الأهداف، بينما يشتت الناس انتباههم؟.

في حال كان هذا الأمر منطقيًاً، فقد وجدت الدراسة أيضًا أن قضاء المزيد من الوقت في التواصل مع الأصدقاء هو في الواقع مؤشر على ارتفاع مستوى الذكاء! هذا التناقض المحير غير منطقي، إلا إذا كان هؤلاء الأشخاص يحبون تعذيب أنفسهم.

الاثنين، 10 ديسمبر 2018

لا تستطيع التركيز؟ هذه العادات الغريبة ربما تكون السبب



هل تعلم أن بعض العادات التي تمارسها يمكنها أن تؤثر على تركيزك؟  فكما تبين، هناك أسباب قد تعيقك، وتؤدي إلى مشاكل في التركيز، قد تفاجئك هذه الأسباب.

القدرة على التركيز أمر حيوي لتحقيق النجاح، ولكن لماذا قد لا نستطيع التركيز في بعض الأحيان، مهما حاولنا؟.

 هناك بالطبع العادات اليومية مثل قلة النوم، والتوتر، والقلق، فضلاً عن عدم التنظيم، وتشتت الذهن، كل هذه الأشياء تؤثر على قدرتك على التركيز. 

وسائل التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت هي إلهاء كبير آخر، قد يشكل عقبة عندما تحاول التركيز على مهمة محددة، ولكن هذه هي الأسباب المعروفة، والشائعة.

دعونا نتحدث عن تلك العادات التي قد لا نكون على دراية بها، والتي تؤثر على قدرتنا على التركيز. 

واحد من أكبر الجُناة هو تعدد المهام. فعلى الرغم من أن تعدد المهام يبدو الخيار الأفضل عند الرغبة في إنجاز الأشياء، إلا أنه ليس كذلك لأنه يشتت تركيزك. وينصب اهتمامك على الكثير من الأشياء، مما يعني خروجك من وضع التركيز الكامل.

كذلك تصفح رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بك على مدار اليوم، تُعد إحدى العادات التي يمارسها الجميع تقريبًا، والمسؤولة أيضاً عن تشتيت تركيزك. 

إذا كنت تتحقق من بريدك الإلكتروني أثناء محاولتك العمل في مشروع أو مهمة، فإنك بساطة تحطم تركيزك بعيداً عن ما يجب عليك القيام به. 

لذا فمن المستحسن أن تقوم بإيقاف إشعارات البريد الإلكتروني، وتحقق من رسائل بريدك الإلكتروني بين المهام، وليس خلالها.

الأمر الأخطر هو أن تكون سلبيًا في اتجاهاتك، وهي عادة سيئة بشكل عام، لكنها ستؤثر أيضًا على قدرتك على التركيز. 

هذا لا يعني بالطبع ألا نمر بهذه الأيام السلبية السيئة عندما تحاصر مُشكلات الحياة. 

لكن هذه العادة تتمثل في الشكوى طوال الوقت، حتى حول الأشياء الصغيرة مثل الطقس. لذا حاول أن تكون إيجابيًا وامنع رغباتك السلبية من الخروج، وسوف تساعد نفسك على التركيز بشكل أكبر.


إحدى أكثر العادات تأثيراً على تركيزك بالسلب، هي الميل للحصول على أوقات راحة بشكل أكثر من اللازم أثناء إنجاز إحدى مهمات عملك، من الضروري بالطبع إعطاء نفسك بعض أوقات الراحة لاستجماع قواك، وتركيزك. لكن إذا قُمت باستهلاك الكثير من الوقت في فترات الراحة هذه، لن يكون لديك وقت كافي لإنجاز مهماتك، وستشتت تركيزك.

بالطبع لا يجب أن يكون جدولك مُكتظاً بالمهام، لكن راقب جيداً أوقات توقفك، وامسك زمامها.

السبت، 22 سبتمبر 2018

,

الأكل العاطفي: لماذا نأكل ونحن لا نشعر بالجوع؟!


انتشرت مؤخرا البرامج التلفزيونية و الكتب التي تتناول مواضيع التغذية الصحية و أنظمة الأكل المختلفة المناسبة لكل جسم, العديد من الأشخاص يستمرون في النضال من أجل الحفاظ على نظام غذائي صحي والحفاظ على لياقتهم البدنية, هذا لأن الأمر لا يقتصر على معرفة الطعام المناسب، بل إن هناك عوامل إضافية تؤثر على كمية الطعام الذي نأكله ونوعه.

 أحد هذه العوامل هو الإجهاد المرتبط بزيادة الأكل العاطفي, (و هو الأكل المرتبط بالحالة النفسية للإنسان و ليس بسبب الجوع) 

فيما يلي بعض الأسباب الرئيسية التي تدفع الأشخاص للأكل عند الشعور بالضغط:

نهم الكورتيزول

يؤدي الإجهاد إلى زيادة مستويات الكورتيزول، المعروف باسم "هرمون الإجهاد". يؤدي الكورتيزول وظيفة مفيدة للجسم، ولكن المستويات المفرطة من الكورتيزول الناجم عن الإجهاد المزمن يمكن أن يسبب عدداً كبيراً من المشاكل في الجسم, و منها  الرغبة الشديدة في الأطعمة المالحة والحلوة, الأمر الذي يؤدي حتماً إلى زيادة الوزن بشكل مفرط.

اللقاءات الإجتماعية

غالباً ما يبحث الأشخاص الذين يعانون من الإجهاد عن الدعم الاجتماعي، وهو طريقة رائعة للتخفيف من حدة التوتر.

و لسوء الحظ, تشكل هذه التجمعات خطراً على الأشخاص الذين يلتزمون بنظام أكل صحي, لأن الناس يميلون إلى تناول الطعام بشكل أكبر في التجمعات - وخاصة النساء –  و يزيد الاقبال أكثر على الطعام سريع التحضير و الحلوى, و يعتبر هذا الأمر شكلاً من أشكال الأكل العاطفي, يجعلك تشعر بتحسن على المدى القصير، ولكن قد تندم لاحقاً.

الطاقة العصبية

عندما يشعر البعض بالقلق أو الحزن، يميل إلى استخدام فمه بشكل لا إرادي, في بعض الأحيان قد يقوم بقضم أظافره أو طحن أسنانه، وغالباً ما يميل إلى تناول الطعام حتى إن لم يكن جائعاً.

عادات الطفولة الخاطئة

تعتبر ذكريات الطفولة المرتبطة بالطعام عاملاً أساسياً في تكوين عاداتك الغذائية في الكبر, إذا كان والديك يستخدمان الحلوى كمكافئة، و إصلاح مشاكلك بتناول الآيس كريم، أو إعداد وجبتك المفضلة (أو أخذك لتناول الطعام بالخارج) للاحتفال بنجاحك، سيرتبط الطعام دائما بحالتك النفسية دون أن تشعر, و عندما تمر بأوقات عصيبة, سيكون الأكل هو المتنفس الأسهل بالنسبة لك.

هذا النوع من الأكل العاطفي شائع جداً, فالناس يأكلون للاحتفال، ويتناولون الطعام ليشعروا بتحسن، حتى إنهم قد يأكلون أكثر عند الإحساس بالاحباط بسبب وزنهم الزائد!! 

حياة مشحونة بالعواطف السلبية

و هو سبب عاطفي آخر يدفع الناس إلى الأكل, فالأشخاص الذين لا يشعرون بالراحة في المواجهة قد يتعاملون مع الإحباطات في زواجهم بقطعة من الكعك.

على سبيل المثال، بدلاً من التواصل مع الشريك و مناقشة المشكلات بموضوعية, يلجأ البعض إلى الطعام كنوع من الهروب من مشاعر الغضب والاستياء والخوف والقلق.

قد تختلف الأسباب و الدوافع التي تدعو إلى تناول الطعام العاطفي، و لكنها ظاهرة منتشرة بشكل كبير في مجتمعنا، و هو أمر سيؤدي إلى مشاكل و تعقيدات أكثر, لذلك لابد أن تفكر ملياً في الأمر, و اذا كنت تعاني من زيادة الوزن بسبب الأكل العاطفي, فلابد أن تطور بعض تقنيات إدارة الغضب, و التعامل مع الإجهاد, و مهارات التأقلم الفعالة، و أن تختار النظام الغذائي الأمثل لك, و إحكام سيطرتك على مجريات أمور حياتك بشكل كامل.

الجمعة، 14 سبتمبر 2018

ما هي الشخصية النرجسية وكيف تتعامل معها؟



النرجسية تعني حب النفس أو الأنانية، وهو اضطراب في الشخصية، حيث تتميز الشخصية النرجسية بالغرور والتعالي، و هي لا شك شخصية صعبة الإرضاء.

من المهم أن تعرف أن جميع الأشخاص بلا إستثناء لديهم نزعة نرجسية طبيعية، تختلف درجتها من شخص إلى آخر، و قد لا تشعر بمدى تأثيرها على شخصيته حتى توطد علاقتك به، فالمواقف دائما كاشفة، و مع الوقت قد تجد أن المزايا التى جذبتك إلى هذا الشخص هي طبيعته النرجسية التي ترفضها الآن.

المؤسف في الأمر أننا لا نملك دائماً رفاهية إختيار من نخالطهم، فقد يكون هذا الشخص أحد أفراد أسرتك، أو أحد أساتذتك في المدرسة أو رئيسك في العمل، و هنا تجد نفسك مضطراً للتعامل معه.
ربما لا يكون الأمر صعباً كما تتصور، فالأشخاص النرجسيون قد يكونون مرحون و يتمتعون بالكاريزما، و حرصهم على النجاح يجعلهم يجيدون ما يفعلونه و هي ميزة هامة إن كانوا ضمن فريقك، و هم بطبيعتهم يسعون للنجاح و لا يتقبلون الرفض، لذلك عليك أن تكون حذراً عند التعامل معهم و أن لا تقوم بإقصائهم أبداً. 

وقد ميز الباحثون الشخصية النرجسية إلى نوعين: 

- النرجسية الهشة: حيث يكون الشخص ضعيف جداً و يلجأ إلى عزل نفسه داخل قوقعة من حب الذات لأنه غير قادر على التعامل مع المجتمع بشكل طبيعي.

- النرجسية الفخمة: و هم على النقيض تماماً، فهم يؤمنون حقاً بقدراتهم و عظمتهم و أنهم الأفضل دائماً.
الأشخاص المنتمون إلى النرجسية الفخمة قد يشتركون في صفات "الثالوث المظلم" ، إلى جانب ما يسمى بـ "الميكيافيلية"، والاعتلال النفسي (غياب الندم والتعاطف).

قام (فينسنت إيغان- عالم النفس في جامعة نوتنغهام ) في عام2014، بعمل إستطلاع على الإنترنت شارك فيه أكثر من 850 شخصاً،  قامت الدراسة على تقييم الأشخاص لأنفسهم من خلال "خمسة عوامل"، و هي:

1- سمات الانبساط النفسي، 2- الاستقرار العاطفي، 3- الرضا، 4- الانفتاح على خبرات جديدة، 5- الوعي.

بعد تحليل الإجابات، إستطاع فريق إيغان من تحديد 4 مجموعات داخل العينة: 

    • شخصية نرجسية لا تقبل النقد(هشة) 
    •  الشخصية النرجسية الفخمة
    •  مجموعة تتسم بالتعاسة الكاملة 
    • وأخيرا، شخصية تتسم بالسعادة الكاملة و لديها درجة منخفضة من النرجسية.

وبمقارنة مجموعة النرجسية الهشة و مجموعة النرجسية الفخمة، وجد إيغان وزملاؤه أن أصحاب النرجسية الفخمة يكونون أكثر سعادة واتزاناً،  فهم يميلون للاستقرار العاطفي والنجاح المهني بشكل أكبر.

أما أصحاب الشخصية النرجسية الهشة فهم  أقل قبولاً لأنفسهم و غير مستقرين عاطفياً، و يتمتعون بدرجات عالية من الصفات السيئة مثل التلاعب والاعتلال النفسي.

الآن بعد أن فهمت أنماط الشخصيات النرجسية و أبعاد كل منها، كيف تستطيع أن تتعامل معهم و كيف ستتحلى بضبط النفس عند مواجهة مساوئهم؟ 

    1- حدد نوع الشخصية التي تتعامل معها.

عليك دائماً أن تحدد سمات الشخصية التي تتعمل معها، فالنرجسيون الضعفاء لا يشعرون بالرضا عن أنفسهم أبداً، بعكس النرجسيون الفخورين، فثقتهم بأنفسهم ستشكل دائماً حافزاً للنجاح، و عليك أن تحرص على التحالف معهم ما دامت لكم نفس الأهداف.

    2- إن شعرت بالإنزعاج منهم، صرح بذلك.

سيلجأ الشخص النرجسي إلى تسليط الضوء على نفسه دائماً، و قد يصل التنافس بينكما إلى مرحلة عدائية، يجب عليك أن تصرح بشعورك اتجاه أفعاله، فإن التعرف على مصدر إحباطك  سيساعدك و يمنحك القوة التي تحتاج إليها لوضع حد لما يحدث.

    3- عليك أن تفهم الدافع وراء سلوكهم العدائي

الشخصية النرجسية الهشة تشعر دائما بالقلق و التهديد و عدم الرضا، و يجعلها هذا شخصية عدائية و قد يصل الأمر إلى مهاجمتك و التقليل من قدرك، يجب أن تتفهم أنها شخصية مضطربة و تبحث عن أمان وهمي، حاول أن تتعامل معهم بهدوء و أن تطمئنهم قدر المستطاع حتى تتمكن من إحتوائهم و توجيههم إلى حيث تريد.

    4- تقييم الوضع القائم

يجب أن تعرف أن النرجسية ( كما ذكرنا من قبل) هي صفة موجودة لدى الجميع و لكن بدرجات متفاوتة، و أن بعض المواقف قد تؤدي إلى ظهور تلك الصفة التي لم تكن ظاهرة من قبل.
على سبيل المثال، لنفترض أن إمرأة كانت تعمل بكد و اجتهاد و تسعى للحصول على ترقية في عملها، و لكنها فوجئت بالترقية تذهب إلى أحد زملائها الآخرين، و أنها مضطرة للتعامل معه و تحت إمرته، لابد أن هذا الوضع سيثير سخطها كثيراً و أن شعورها بعدم التقدير سيزداد سوءاً مع مرور الوقت و يدفعها إلى أن تصبح شخصية نرجسية دفاعية، أو انتقامية، أو حاقدة. 
في مثل هذا الوضع يجب أن تعي جيداً أن ما حدث هو الذي أستفز الوحش الذي يجب أن تتعامل معه الآن.

    5- حافظ على نظرتك الإيجابية للأمور.

 إذا كنت تتعامل مع شخصية نرجسية تستمد متعتها من معاناة الآخرين، فإن رؤية الألم الذي تسببه لن يؤدي إلا إلى المزيد من السلوك  العدواني. 
حافظ على هدوئك مهما بلغ بك الغضب، وفي النهاية سيتضاءل هذا السلوك، و بأخذ النصائح السابقة في عين الاعتبار، قد  تتمكن من تحسين الوضع.

    6- أسعى وراء هدفك و لا تتشتت

قد  تفقد إحساسك بالغاية أو الأهداف التي تسعى إليها عندما يحاول الشخص النرجسي أن يحتل الصدارة دائماً.
لست مضطراً إلى حضور كل ما يقوله أو يفعله هذا الشخص، بصرف النظر عن مدى اهتمامك بالأمر، عليك أن توازن بين المضي في طريقك، و بين متابعته والتخفيف من مخاوفه (في حالة النرجسية الهشة). 

    7- حافظ على روح الدعابة

تجاهل الشخصية النرجسية قد يؤدي إلى خلافات أكبر، الأفضل أن تتحلى دائما بالذكاء و روح الدعابة، بأن تقابل كلامهم بضحكة بين الحين و الآخر، يمكنك الإشارة إلى عدم ملائمة سلوكهم بابتسامة أو نكتة بدون أن تكون قاسياً. 
سيكون هذا الأسلوب مناسباً خاصةً عند التعامل مع النرجسية الفخمة.

    8- قد يحتاج هذا الشخص إلى مساعدة.

 نظرًا إلى أن بعض الأشخاص النرجسيون يتمتعون بتقدير ذاتي منخفض و لديهم مشاعر عميقة بعدم الكفاءة، فمن المهم معرفة متى يجب أن تتدخل، و ماذا تفعل لاحتوائهم.
على الرغم من وجود إعتقاد راسخ بأن الشخصية النرجسية غير قابلة للتغيير، إلا أن أبحاث العلاج النفسي أظهرت أن الناس يمكنهم تغيير السلوكيات القائمة منذ فترة طويلة. 
قد لا تتمكن وحدك من تقديم الدعم الكاف لهم، ولكنه شيء يمكنك العمل عليه بمساعدة خارجية.

السبت، 18 أغسطس 2018

لماذا تكره النساء الإفصاح عن عمرهن الحقيقي؟


يبقى سؤال المرأة عن عمرها هو السؤال الشائك الذي لا يجرؤ الكثير من الرجال على سؤاله, فبمجرد سؤالها عن عمرها ستراك فورا كشخص مزعج, و سترفض الإجابة عن سؤالك أو حتى تنهي حديثها معك, أما و إن تجرأت على الرد فتأكد أنها ستكذب عليك دون تردد.

لنأخذ على سبيل المثال قصة  المذيعة في أحد البرامج الإذاعية, و التي احتفلت بعيد ميلادها السادس والعشرين لأربع سنوات متتالية في بداية هذه الألفية, ويشاع أن تكون في الأربعينيات من عمرها, و لكنها لا تزال تردد بأنها في العشرينيات!

أصبح كذب النساء بشأن عمرهن الحقيقي أمر شائع و مسلم به, حتى إن أفصحت المرأة عن عمرها الحقيقي فسيشكك بها الناس لأنهم إعتادوا الإنكار أو الكذب.

وتقول إحداهن "عندما إحتفلت بعيد ميلادي الرابع والعشرين ، سألني احد أصدقائي الذكور عن عمري ، وعندما جاوبته بصدق ، ضحك قائلا(لا أعتقد ذلك, يجب إضافة ثلاث سنوات أخرى لهذا الرقم) ".

عندما سئلتNelly Shilaku و التي تتمتع بملامح طفولية, لماذا لا تكشف المرأة أبدا عن عمرها الحقيقي؟, أجابت "لا تخفي جميع النساء أو تكذبن بشأن عمرهن, و لكن الرجال بطبعهم يميلون إلى إطلاق الأحكام ولا نحب أن يتم الحكم علينا, لذا فنحن نفضل أن نتركهم للتخمين, على سبيل المثال أنا في الأربعينيات من عمري ولكن عندما أخبر الناس عمري الحقيقي، لا يصدقونني ".


يقول أحد الصحفيون "أجريت مقابلات مع المئات من الرجال والنساء و أستطيع أن أؤكد أن النساء يواجهن مشكلة في الكشف عن عمرهن  أو حتى التحدث عنه".

و إليكم جزء من مقابلة أجريتها مع سيدة ورجل من جامعة محلية, للحديث معهم عن آلة اخترعوها مؤخرا
- كريس ، كم عمرك؟ 
= اثنان وعشرون، في السنة الثالثة في الجامعة ( أجاب دون تململ أو تردد)
- وأنت جوان؟
= صمتت برهة ثم قالت" دعونا نتخطى هذا الجزء, فأنا فتاة"

 أجابت إنها فتاة!!, لا أعرف ما دخل هذا بسؤالي, و بقدر ما وجدت أن ردها غير مبرر، ولكنه لم يكن صدمة لي, فهي ليست أول امرأة ترفض الإفصاح عن سنها. 

العمر بالنسبة إلى الكثير من النساء ، هو منطقة محظورة ممنوع أن تقترب منها, تحدث معها عن أي شيء و لكن لا تقترب من ذكر هذا الأمر. 

تقول (Catherine Mbau، وهي عالمة نفس في مركز استشارات Arise في نيروبي)، "تريد النساء أن يبقى سنهن غامضا, و أن يتركن إنطباعا وهميا أنهن أصغر سنا, لأن المجتمع يحب النساء الشابات أكثر, و الرجال دائما يتوددون إليهن, حتى الرجال في الأربعينيات والخمسينيات لا يسعون وراء إمرأة من نفس عمرهم"

و يعتبر تأخر سن زواج الفتيات في مجتمعاتنا من الأمور التي تزيد حساسية المرأة اتجاه الإفصاح عن عمرها الحقيقي, فالمجتمع سينظر للفتاة التي تعدت سن الثلاثين دون زواج نظرة مزعجة للكثيرات, حتى إن كانت ناجحة في حياتها العملية.


إن النساء بطبعهن محبات للحياة و معتزات بجمالهن و شبابهن, حتى إن تقدم بهن العمر.
لذلك هن أكثر من يعتمدن على أطباء التجميل لإخفاء علامات تقدم السن و الحفاظ على نضارة بشرتهن, و الإلتزام بالذهاب إلى صالات الألعاب الرياضية لممارسة التمارين و الحفاظ على لياقتهن, فهي جزء لا يتجزأ عن مظهرهن الشاب.

أهم الأقسام

الشائع على | غريبة